كريم حمودة عاشق التطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


سيدي سليمان / المغرب
 
دخولأحدث الصورالتسجيلالرئيسية

 

 المايسترو عبد المجيد الظلمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
al_kifah




المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 10/02/2008

المايسترو عبد المجيد الظلمي Empty
مُساهمةموضوع: المايسترو عبد المجيد الظلمي   المايسترو عبد المجيد الظلمي Emptyالسبت مارس 22, 2008 7:31 pm

منذ بداية السبعينات وحتى أواخر الثمانينات من القرن الذي مضى، تعود المغاربة على رؤية لاعب ذي شعر كث،مترامي الأطراف ببنية تقترب من الهزال وقامة منحنية وهو يقف مثل جدار برلين في دفاع المنتخب المغربي لكرة القدم.

كان اللاعب يشبه شيخا على حافة التقاعد، نحيلا وقليل الكلام، ملامحه جامدة ونادرا ما يمكن مشاهدته وهو يبتسم.

كان رجلا بعيدا عن الانفعالات، خصوصا عندما قرر يوما ولأسباب يعرفها لوحده، أن يتوقف عن الإدلاء بأية أحاديث أو تصريحات للصحافة، فزاد الغموض من حوله وأصبح «الرجل الرمادي» في المنتخب المغربي وفي فريق الرجاء البيضاوي.

اسمه عبد المجيد الظلمي، ابن مدينة الدار البيضاء، كان لمدة تزيد عن العشرين عاما رمزا قويا لفريق الرجاء البيضاوي.، والكثيرون الذين يلهجون باسمه إلى الآن لم يكونوا ولدوا بعد، عندما بدأ الظلمي اللعب في الرجاء.

جاء الظلمي إلى المنتخب المغربي بعد الجيل الذهبي لفترة الستينات، وبعد الإنجاز الذي حققه هذا المنتخب في المكسيك في مونديال 1970. صحيح أن المنتخب المغربي لم يحقق وقتها أي انتصار، لكنه كان شوكة في حلق الفرق المتنافسة وكان على وشكأن يهزم المنتخب الألماني، حين سجل هدف السبق، لكن كما يحدث دائما فإن القوي هو الذي يصطاد الانتصار في النهاية، لأسباب ما زال علماء النفس والاجتماع يحارون في تفسيرها.

عبد المجيد الظلمي جاء إلى المنتخب المغربي سنة 1971، وعمره ثمانية عشرة عاما فقط. وفي هذا المنتخب سيظل عشرين عاما اخرى. كان كثيرون غيره يأتون ويذهبون بينما هو باق مثل نخلة خرافية، لا تهزها ضربات الرياح، لكن الظلمي لم يكن نخلة حقيقية في كل الأحوال. وهكذا اعترت فترة وجوده في المنتخب لحظات شد وجذب كان يغيب خلالها لبعض الوقت ثم يعود.

لم يكن الظلمي مدافعا في المنتخب فحسب، بل رجل وسط الميدان بامتياز. تمريراته الثابتة والمحكمة جعلت منه واحدا من أفضل لاعبي وسط الميدان في تاريخ كرة القدم بالمغرب، بل هناك من يمنحه حق تبوأ أفضل لاعب وسط ميدان على الإطلاق ومن دون منافس.

عاشر الظلمي جيلا من اللاعبين كانوا يعتبرون أسطورة في تاريخ الكرة المغربية مثل احمد فرس وعسيلة وحميد الهزاز، والشريف وغيرهم ممن عاشوا مجد الحصول على كأس إفريقيا للأمم بإثيوبيا سنة 1976. لكن هذا المجد دام بضع سنوات فقط لتأتي بعد ذلك الانتكاسة الكبرى عقب الهزيمة المرة أمام المنتخب الجزائري في المغرب بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.

هذه الهزيمة جاءت في أوقات جد حساسة مرت بها العلاقات المغربية الجزائرية، التي كادت تصل إلى شفا الحرب بسبب قضية الصحراء، لذلك كان المغاربة ينتظرون أن يثأر اللاعبون من «التدخل الجزائري» في قضية الصحراء، لكن الذي حدث هو أن الجزائريين، هم الذين ثأروا من المغاربة الذين بكوا بمرارة.

بعد هذه الهزيمة التاريخية غادر أغلب لاعبي المنتخب للانزواء في منازلهم، مثل كل العجائز بعد أن تعرضوا لتقريع شديد من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان بدوره ينتظر من هذه المباراة الشيء الكثير.

عبد المجيد الظلمي خرج سالما من تلك الواقعة، وعاد إلى المنتخب المغربي الجديد الذي قاده الحارس الزاكي بادو، والذي استمر متوهجا طوال عقد الثمانينيات، وكان توهجه الأقوى هو كأس العالم في المكسيك سنة، 1986 حين كان أول منتخب عربي وإفريقي يتجاوز المراحل الأولى من المونديال ليصل إلى الدور الثاني، بعد ثلاث مباريات حابسة للأنفاس.

عايش الظلمي أجيالا مختلفة من لاعبي المنتخب، وربما ذلك جعله الحكيم الصامت الذي يتكلم داخل الميدان أكثر مما يتكلم خارجه.

ولم يكن عبد المجيد الظلمي لاعبا للمنتخب فقط، بل أيضا ظل ومازال رمزا من الرموز الكبيرة لفريق الرجاء البيضاوي، لكن رمزيته تعرضت لاهتزاز نسبي حين انتقل أواسط الثمانينات إلى فريق جمعية الحليب، الذي تحول اسمه فيما بعد إلى الأولمبيك البيضاوي، مقابل امتيازات كانت تبدو آنذاك مغرية من بينها ثلاثة آلاف درهم مغربي (300 يورو) كل شهر مدى الحياة. وعلى الرغم من أن ذلك الانتقال المفاجئ لم يغير من «رجاويته» شيئا، إلا أن مناصري الرجاء الذين يعرفون بحساسيتهم الكبيرة تجاه الخصوم، وعاطفتهم المفرطة لم يهضموا ذلك بسهولة. وربما عانى الظلمي بعد ذلك من صفير يأتي من هنا وهناك، وهو عتاب المحبين الذين لم يقبلوا أبدا بتغيير لون القميص،الذي يلعب به الظلمي. لكن ما حدث بعد ذلك أن الأولمبيك البيضاوي اندمج في فريق الرجاء وكأن خلايا جسم هذا اللاعب دفعت بالفريق كله بالعودة إلى الأصل، فنام الأنصار بعد ذلك ملء جفونه.

عبد المجيد الظلمي قضى ما يزيد عن عشرين عاما في الملاعب، لكنه لم يطرد ولا مرة واحدة ولم يرفع في وجهه حكم يوما بطاقة حمراء. تبدو قصة غير قابلة للتصديق، لكنها الحقيقة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المايسترو عبد المجيد الظلمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كريم حمودة عاشق التطوير :: المنتديات الرياضة :: منتدى كرة القدم الوطنية-
انتقل الى: